بحـث
المواضيع الأخيرة
دخول
ابتسم ! رد الاعتبار للحمار./للكاتب السوداني الساخر جعفر عباس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ابتسم ! رد الاعتبار للحمار./للكاتب السوداني الساخر جعفر عباس
و جدت القطعة الساخرة التالية في جريدة عربية اسمها " الوطن " تصدر من
مدينة لوس أنجليز بجنوب ولاية كاليفورنيا.
بدأ العالم العربي بشقيه المحتل و المختل، يشهد تحولات سياسية و اجتماعية
عميقة خلال العقد الأخير. و المعروف أن ما يعرف بالوطن العربي هو في واقع
الأمر زريبة ضخمة يديرها نفر يحسبون ان الحديث الشريف: " كلكم راع و كلكم
مسئول عن رعيته " يعني - علي حد قول الشاعر أحمد مطر - أن الرعية أو
الشعب " بهائم ". و في الزريبة لا بد أن يكون للحمار دور كبير يتناسب مع
حجمه. فكان أن شهدنا قبل يومين اشتراك حمار في الهجوم الصاروخي علي فندق
فلسطين و شيراتون في بغداد. ففي القوات المسلحة خارج الحظيرة العربية،
هناك القوات المحمولة جوا، و تلك المحمولة بحرا، و هناك الصواريخ التي تطلق
من الطائرات أو من علي الكتق، أو من الهليكوبترات. فجاءت الاضافة العربية
الصواريخ الحميرية. و لعل كثيرين شاهدوا علي شاشات التلفزة كيف أن الحمار
البغدادي الذي شارك في الهجوم علي الفندقين ظل صامدا في موقع قريب من مكان
الهجوم، بينما كان العلوج يتدافعون في مختلف الاتجاهات مبتعدين عنه!! و لهم
الحق في ذلك، فقبل نحو سنة تمكنت السلطات اليمنية من اعتقال حمار ارهابي
بعد الاشتباه في حركاته المريبة.و اتضح أنه كان يحمل عشرة كيلوجرامات
من المتفجرات...و لأنه حمار أبن حمار، فقد وقع في الفخ عندما تم استدراجه
بعيدا عن وسط المدينة بالتلويح بحزمة برسيم. و ظل الحمار يتابع البرسيم
حتي وصل الي أرض خلاء، ثم أصيب بحالة زهج و نرفزة فهجم علي الجنود الذين
كانوا يحملون البرسيم. و أثناء ركضه ظلت أقدامه و ارتطم بالأرض و انفجر.
و قالت منظمة غير معروفة من قبل أن الحمار كان مكلفا بعملية استشهادية،
بينما قالت سي ان ان في نشرتها الاخباريةأن الحمار كان من الانتحاريين!!
و كما نعرف جميعا، فقد صار من المتعذر التمييز بين الانتحاري و الاسبشهادي،
فالعراقي الذي يقتل وهو يحارب الأمريكان في الفلوجة أو كربلاء استشهادي
بالمعايير المحليةو انتحاري بالمعايير العولمية.. و جورج بشبوش المربوش قال
أن رئيس الحكومة الاسرائيلية رجل سلام،و أنه ينسف بيوت الفلسطينيين بمن
فيها من أجل اقرار السلام، و أن كل من يقف ضد سياسات شارون ارهابي.
و من هنا شهر العرب سلاح الحمير الذي يستخدمونه بأكثر من طريقة...
ومن هذه الطرق أن بعض القادة العرب باتوا يتصرفون مثل حمار باعة اللبن
و يسيرون علي الخط الذي رسمته لهم أمريكا و لا يحيدون عنه مهما توالت عليهم
الضربات و الشتائم. و الطريقة الحميرية الأخري هي التصرف الغبي!!! فالحمار
لا يبذل أي جهد لتفادي الحفر او المطبات. و أحيانا يحشر نفسه في مناطق ضيقة
لا تسمح بمرور ضفدعة. و هكذا تجد قيادات عربية تحاول أن تكحلها فتعميها...
تقول لهم أمريكا زيدزا جرعة الديموقراطية، فيعتقلون كل من يمكن أن يستفيد
من الديمقراطية لاسماع صوته، أو يزيدون من وتيرة نهب خيرات بلادهم و انعاش
الاقتصاد السويسري لخوفهم من أن الديموقراطية تصبح جد، فتنطلق البهائم
من الحظائر مستردة اّدميتهاو ينتهي الأمر بهم ساكني القصور في الحظائر.
و في الساحة السودانية لعب الحمار دورا تاريخيا في حركة الطلبة. و لعلمكم،
تذكرون اضراب جامعة بحر الغزال عن الدراسة قبل أقل من شهرين عندما
لم توفر لهم كلية البيطرة حمارا يتدربون فيه التشريح. و قد شهدت السنوات
الأخيرة رد اعتبار الحمير في السودان بعد أن أوشكت علي الانقراض. و ربما
يفسر هذا لماذا لم تهاجم بريجيت باردو السودان قط برغم تنديدها بكافة
الدول الاسلاميةلأنها تقوم بذبح الخراف في عيد الأضحي بدون بنج.و للأجيال التي
لا تعرف بريجيت باردو هذه أقول أنها ممثلة فرنسية اشتهرت باسم بي بي . و ياما
سالت ريالات أبناء جيلي كلماظهرت علي الشاشة و هي لابسة من غير هدوم، كما
يقول عادل امام ( من تعابير الشاعر أحمد مطر الجميلة أن العرب ظلوا يبحثون
خن
امام عادل و اكتفوا في نهاية الأمر بعادل امام ). و بعد أن صار جسمها غير
صالح للغرض، تفرغت بي بي لرعاية الحمير الضالة. و الأمل كبير في أن أنجح
في اقناعها بأن تتبناني بوصفي أكبر حمار في أفريقيا، بدليل أنني ظللت
حريصا علي الادلاء بصوتي في
كل انتخابات متوهما أنني قادر علي
الاسهام في احداث تحولات نحو الأفضل في زريبتنا. و نلت مقابل كل صوت ادليت
به عشرين " سوطا " لأنني أهبل و أستاهل!!و رد اعتبار الحمير في السودان
جاء بعودتها الي شوارع المدن الكبري و هي تجر الكارو الذي كان قد اختفي
تماما من خارطة المواصلات في البلاد. و كان الكارو حكرا للحصين. و لكن و
بعد الطفرات الاقتصادية الكبري، استطاع الحمار أن يقف موقف الندية في
الشوارع مع اللاند كروزر، و المرسيدس. و يسد عليها أحيانا الطرق عندما
يتوقف ليعمل عملته السوداء. بل و ان بعض الحمير صعدت في السلم الطبقي و
صارت تركب الكروز و المرسيدس.
و لعلي الأكثر سعادة بارتفاع أسهم
الحمير في العالم العربي، فقد تعرضت للكثير من التهكم لأنني تبجحت في
مقالاتي بأتتي كنت برجوازيا في المدرسة الابتدائية، لأن خالي أهداني حمارا
أذهب به الي المدرسة. و كنت أربط حماري في نفس القراش و الباركينق المخصص
لحمير المدرسين و ولد العمدة، و لكن - سبحان الله - نفس أبو الجعافر الذي
تباهي بأنه كان يملك حمارا اكتشف لاحقا أنه حمار ب...... نظارات، و اكتشف
أيضا أن المظارات لا تؤدي بالضرورة الي تحسين الرؤية و الابصار!! و لعلي
أفضل حالا من غيري بعد أن عرفت "البي والعلي ". فكم عندنا من حمار لا يميز
بين الكلينيكس و الدولار، و البرسيم و ورق النيم.
طارق ( ود زينب)
مشكور
حقيقة موضوع جميل وطريف
omyma- عضوء مبتئدي
- تاريخ التسجيل : 12/08/2007
العمر : 40
المكان الحالي : هولندا
عدد الرسائل : 3
نقاط : 6311
السٌّمعَة : 0
مواضيع مماثلة
» رد جعفر عباس لراغب علامة موضوع اعجبني
» مقتطفات من كنوز الشاعر السوداني إدريس جماع 00 ولولا تعرج التاريخ لكانت قصائد ابن الحلفايا معلقة على جدار الكعبة في العصر الجاهلي
» مقتطفات من كنوز الشاعر السوداني إدريس جماع 00 ولولا تعرج التاريخ لكانت قصائد ابن الحلفايا معلقة على جدار الكعبة في العصر الجاهلي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2011-06-10, 22:16 من طرف بابكر أحمد عوض السيد
» من أروع القصص .. لا تنسوا تصلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم.. البصلي على الحبيب ما بخيب
2010-10-09, 02:41 من طرف yussri
» شخصيات من امدوم
2010-10-09, 02:29 من طرف yussri
» سنوات الملح (د.رانيا حسن )
2010-10-09, 01:32 من طرف yussri
» اثر هجرة ابناء امدوم للخارج؟
2010-09-09, 15:09 من طرف biba
» مضوي امدوم
2010-07-28, 00:54 من طرف yussri
» البكاء
2010-07-14, 00:21 من طرف yussri
» مـــسابقة القصائد الشعرية والقصص القصيرة
2010-06-25, 15:05 من طرف yussri
» اغاني الحماس
2010-06-12, 00:53 من طرف yussri
» ما اجمل شعراء السودان حينما يقول احدهم :السيف في غمده لا تخشى بواتره ولحظ عينيك في الحالين بتًار
2010-06-12, 00:31 من طرف yussri
» صرخة الحب
2010-06-08, 14:44 من طرف tooffeemilk
» رموز وشخصيات من ام دوم
2010-05-17, 05:16 من طرف تشافين
» قصيدة للراحل المقيم الشاعر ابوامنه حامد ........ (كانت معي )
2010-05-02, 11:30 من طرف الكوارتي
» قصيدة للراحل المقيم الشاعر ابوامنه حامد
2010-04-29, 12:49 من طرف الكوارتي
» أبو امنة حامد
2010-04-29, 11:53 من طرف الكوارتي